للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقداد فجاءوا بالكتاب من الضعينة١، قال عمر: "يا رسول الله دعني أضرب عُنقَ هذا المنافق"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعلّ الله أن يكون قد اطّلع على أهل بدر، فقال: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، فدمعت عينا عمر، وقال: "الله ورسوله أعلم"٢.

وفي الصحيح عن ابن عمر: أن عمر انطلق في رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم قِِبلَ ابن صياد٣ حتى وجده يلعب مع الغلمان عند أُطُم٤ بني مَغَالَة٥، وقد قارب ابن صياد يومئذ يحتلم، فلم يشعر بشيء حتى ضرب النبي ظهره بيده، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتشهد أنّي رسول الله؟ فنظر ابن صياد فقال: "أشهد أنك رسول الأميين قال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم: "أتشهد أني رسول الله؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "آمنت بالله ورسله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ماذا ترى؟ قال ابن صياد: "يأتيني صادق وكاذب قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خلط عليك الأمر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد خبأتُ لك خِبئاً"، / [٢٢/ب] ، قال ابن صياد: "هو الدُّخُّ"٦. قال النبي


١ الضعينة: المرأة ما دامت في الهودج. (القاموس ص ١٥٦٦) .
٢ البخاري: الصحيح، كتاب المغازي ٤/١٤٦٣، رقم: ٣٧٦٢، مسلم: الصّحيح، كتاب فضائل الصحابة ٤/١٩٤١، رقم: ٢٤٩٤.
٣ عبد الله بن صائد، وهو الذي يقال له: ابن صياد. كان أبوه من اليهود ولا يدرى من أي قبيلة هو، وهو الذي يقال: إنه الدجال. (الإصابة ٥/١٣٦) .
٤ الأطم: حصن مبنيّ بحجارة. (لسان العرب ١٢/١٩) .
٥ بطن من الأنصار، وهم بنو عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، نسبوا لأمهم مغالة بنت فُهيرة بن بياضة. (جمهرة أنساب العرب ص ٣٤٧، فتح الباري ٣/٢٢٠) .
٦ خبأ له النبي صلى الله عليه وسلم رسوة الدخان، فلم يهتد ابن صياد منها إلا لهذا القدر الناقص على طريقة الكهنة. (انظر: فتح الباري ٦/١٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>