للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قام على قتلى بدر وقال: "هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ " قال عمر: "يا رسول الله ما تُكلمُ من أجساد لا أرواح١ فيها". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمّد بيده ما أنتم بأسمعَ لما أقول منهم" ٢.

وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي على عبد الله بن أبي، جذبه عمر، وقال: "أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين؟ فقال: "أنا بين خيرتين: {اسْتَغْفِرْ لَهُم أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُم إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} ، فنزلت: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحْدٍ مِّنْهُمْ مَّاتَ أَبَداً} [التوبة: ٨٠، ٨٤] ٣.

وفي رواية: "فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولتُ حتى قمت في صدره، فقلت: "يا رسول الله أعلى عدوّ الله ابن أبي القائل يوم كذا كذا وكذا وكذا، أعدد أيامه،؟ "، قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم، حتى إذا أكثرتُ عليه قال: "أخِّرْ٤ عنّي يا عمر إني خيّرت فاخترت قد قيل: {اسْتَغْفِرْ لَهُم أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُم إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: ٨٠] ، ولو علمت أني إن زدت على السبعين غفر لهم لزدت".

ثم صلى عليه ومشى معه، فقام على قبره حتى فرغ منه، فعجباً لي ولجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم، فو الله ما كان إلا يسيراً حتى نزلت هاتان الآيتان: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحْدٍ مِّنْهُمْ مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى


١ في الأصل: (رواح) ، وهو تحريف.
٢ البخاري: الصحيح، كتاب المغازي ٤/١٤٦١، رقم: ٣٧٥٧، بأطول، وأخرجه بنحوه مسلم: الصّحيح، كتاب الجنائز ١/٦٤٣، رقم: ٩٣.
٣ البخاري: الصحيح، كتاب الجنائز ١/٤٢٧، رقم: ١٢١٠.
٤ أي: تأخر: وقيل معناه: أخّر عني كلامك. (فتح الباري ٨/٣٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>