للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الثامن والعشرون: في ذكر عهد أبي بكر إليه ووصيّته إياه

عن إبراهيم النخعي١ قال: "أوّل من ولي أبو بكر شيئاً من أمور المسلمين عمر بن الخطاب، ولاّه القضاء، فكان أوّل قاضٍ في الإسلام"٢.

وعن الحسن بن٣ أبي الحسن - رضي الله عنه٤، قال: "لما ثقل أبو بكر واستبان له من نفسه، جمع الناس إليه فقال: "إنه قد نزل بي ما ترون، وإني لأظنني إلا المأتيّ، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحل عنكم عقْدي٥، ورد عليكم أمركم، فأمروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمرتم عليكم في حياة مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي"، فقاموا في ذلك وحلوا عليه، ولم يستقم لهم فقالوا: "أرأى لنا يا خليفة رسول الله قال: "فلعلكم تختلفون؟ قالوا: "لا قال: فعليكم عهد الله على الرضى، قالوا: "نعم قال: فأمهلوني أنظر لله ولدينه ولعباده، فأسل أبو بكر إلى عثمان بن عفان - رضي الله عنهما - قال: "أشر علي برجل، والله إنك عندي٦ لها لأهل وموضع قال: "عمر فقال: "اكتب"، وكتب حتى انتهى إلى الاسم فغشي عليه


١ إبراهيم بن يزيد النخعي، الكوفي، ثقة إلا أنه يرسل كثيراً، توفي سنة ست وتسعين، وهو ابن خمسين أو نحوها. (التقريب ص ٩٥) .
٢ ابن عبد البر: الاستيعاب ٣/١١٥٠، ابن الجوزي: مناقب ص ٥٢، وهو منقطع لأن النخعي لم يدرك خلافة أبي بكر.
٣ في الأصل: (عن) ، وهو تحريف. وهو البصري.
٤ في الأصل: (عنهما) ، وهو تحريف.
٥ العقد: هو ما عقد عليه، والبيعة المعقود لهم. (القاموس ص ٣٨٣) .
٦ في الأصل: (عند) ، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>