للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويصدق الكاذب، إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيراً، فإن عدل فذلك ظني به، وعلمي فيه، وإن بدّل فلكل امرئ ما اكتسب، والخيرَ أردتُ ولا أعلم الغيب {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: ٢٢٧] ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

ثم أمر بالكتاب فختمه١، وخرج به مختوماً، فقال عثمان للناس: "أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟ قالوا: "نعم ثم رفع أبو بكر يديه وقال: "اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم وخفت عليهم الفتنة، فاجتهدت لهم رأيي، فوليت عليهم خيرهم، وأحرصهم على ما أرشدهم وقد حضرني من أمرك ما حضر، فاخلفني فيهم فهم عبادك"٢.

وعن قيس بن أبي حازم، قال: "خرج علينا عمر ومعه شديد٣ مولى أبي بكر، ومعه جريدة٤ يُجلس بها الناسَ، فقال: "أيها الناس اسمعوا قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إني قد رضيت لكم عمر فبايعوه"٥.

وعن [ابن] ٦ أبي خالد٧ عن قيس٨ قال: "رأيت عمر وبيده


١ الطين يختم به الشيء. (القاموس ص ١٤٢٠) .
٢ ابن سعد: الطبقات ٣/١١٩، ابن الجوزي: مناقب ص ٥٥، الذهبي: تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ١١٦-١١٧، من طريق الواقدي.
٣ له إدراك، وهو الذي أحضر عهد عمر بعد موت أبي بكر. (الإصابة ٣/٢٢٢) .
٤ الجريدة: سعفة طويلة رطبة أو يابسة. (القاموس ص ٣٤٧) .
٥ ابن الجوزي: مناقب ص ٥٥، وبنحوه في الطبري: التاريخ ٣/٤٢٩، وصحّح ابن حجر إسناده. (فتح الباري ١٣/٢٠٨) .
٦ سقط من الأصل.
٧ إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مولاهم، ثقة ثبت، توفي سنة ست وأربعين ومئة. (التقريب ص ١٠٧) .
٨ ابن أبي حازم.

<<  <  ج: ص:  >  >>