للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنك تقول: "اللهم اغفر لنا اللهم ارحمنا"، قال: ثم أخذ عمر يدعو، فما كان في القوم أكثر دمعة ولا أشد بكاء منه، ثم قال: لهم: إيهاً الآن تفرقوا"١.

وعن جعفر بن زيد العبدي٢، قال: "خرج عمر رضي الله عنه يعس المدينة ذات ليلة فمرّ بدار رجل من الأنصار فوافقه قائماً يصلي فوقف يسمع قراءته، فقرأ: {وَالطُّورِ} ، حتى بلغ: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَّا لَهُ مِنْ دَافِع} ، [الطور: ١-٨] ، فقال: "قم ورب الكعبة حقّ". ونزل عمر عن حماره فاستند إلى حائطه، فمكث ملياً، ثم رجع إلى منزله، فمرض شهراً يعوده٣ الناس لا يدرون ما مرضه"٤.

وذكر أبو القاسم عن السدي٥ قال: "خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإذا هو بضوء ونار، ومعه عبد الله بن مسعود، قال: فاتبع الضوء حتى دخل داراً فإذا سراج في بيت فدخل وذلك في جوف الليل، فإذا شيخ جالس وبين يديه شراب وقينة تغنيه، فلم يشعر حتى هجم عليه، فقال عمر: "ما رأيت كالليلة منظراً أقبح من شيخ ينتظر أجله"، قال: فرفع الشيخ رأسه فقال: "بلى يا أمير المؤمنين، ما صنعت أنت أقبح، إنّك تجسست وقد نهي عن التجسس، ودخلت بغير إذن"، فقال عمر: "صدقت"، ثم خرج


١ ابن سعد: الطبقات ٣/٢٩٤، وإسناده صحيح، البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص ٢٣٦، ابن عساكر: تاريخ دمشق ج ١٣ / ق ١١، ابن الجوزي: مناقب ص ٨٨.
٢ من أهل البصرة، يروي عن أبيه، روى عنه أبو عاصم النبيل. (الثقات ٦/١٣٣) .
٣ في الأصل: (يعدوه) ، وهو تحريف.
٤ ابن الجوزي: مناقب ص ٨٨، وفي إسناده انقطاع، وجعفر بن زيد لم يوثقه غير ابن حبان.
٥ السدي: ثلاثة: إسماعيل بن عبد الرحمن صدوق يهم رومي بالتشيع، توفي سنة سبع وعشرين ومئة. وإسماعيل بن موسى الفزاري، صدوق يخطئ رمي بالرّفض، توفي سنة خمس وأربعين ومئة. ومحمّد بن مروان متهم بالكذب، من الثالثة. ولم يتميز عندي. (التقريب رقم: ٤٦٣، ٤٩٢، ٦٢٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>