للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها ما يدل على أنه شهد غزوة ذات الرقاع١، ففيهما عن سالم ابن عبد الله٢ بن عمر عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بإحدى الطائفين، والطائفة الأخرى مواجهة العدوّ، ثم انصرفوا فقاموا في مقام أصحابهم أولئك، فجاء أولئك، فصلى بهم ركعة ثم سلم عليهم، ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم، وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم"٣.

وفيهما ما يدل على أنه كان في الحديبية٤ كما تقدم٥.

وعن زيد بن أسلم عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره، وعمر يسير معه ليلاً فسأله عمر عن شيء فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، وقال عمر: "ثكلتك أمك يا عمر! نزَّرتَ٦ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري ثم تقدّمت أمام المسلمين، وخشيت أن ينزل فيّ قرآن،


١ غزوة ذات الرقاع هي: غزوة بني محارب وبني ثعلبة من غطفان.
وسميت بذات الرقاع؛ لأنهم لفوا في أرجلهم الخرق بعد أن تنقّبت خفافهم، واختلفوا متى وقعت والراجح أنها وقعت بعد خيبر؛ لأن أبا موسى شهدها وقد قدم من الحبشة بعد فتح خيبر مباشرة، وأبا هريرة شهدها وقد أسلم حين فتح خيبر. (انظر: صحيح البخاري رقم: ٣٨٩٩، فتح الباري ٧/٤١٦-٤٢١، والسيرة الصحيحة ٢/٤٦٢) .
٢) في الأصل: (عن ابن عمر عن أبيه) والتصويب من الصحيح، ولعله سهو من المؤلف. فقد ثبت أن ابن عمر شهد غزوة ذات الرقاع. (السيرة الصحيحة٢/٤٦٢) .
٣ البخاري: الصحيح، كتاب المغازي ٤/١٥١٤، رقم: ٣٩٠٤، وصحيح مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها ١/٥٧٤، رقم: ٨٣٩.
٤ كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية في يوم الاثنين مستهل ذي القعدة من السنة السادسة. وقد قصد بخروجه العمرة. (السيرة النبوية الصحيحة ٢/٤٣٤) .
٥ سبق تخريجه ص: ٢٠٥.
٦ النَّزر: الإلحاح في السؤال. (تهذيب اللغة ١٣/١٨٧، ولسان العرب ٥/٢٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>