للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد [وبلاءٍ شديدٍ] ١ نمص الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر، ونعبد الشجر، والحجر، فبينما نحن كذلك إذ بعث رب السموات ورب الأرضين إلينا نبياً من أنفسنا نعرف أباه وأمّه، فأمرنا رسول ربّنا أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية وأخبرنا نبيّنا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربّنا: أنّه من قتل منا صار إلى الجنّة في نعيم ولم ير مثلها قط، ومن بقي منا ملك رقابكم".

فقال النعمان: "ربما أشهدك الله مثلها مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يندمك ولم يخزك، ولكني شهدت القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح، وتحضر الصلوات"٢.

وعن محمد بن عبد الله بن سواد٣، وطلحة بن الأعلم٤، وزياد بن سرجس الأحمري٥، بإسنادهم قالوا: "أول ما عمل به عمر رضي الله عنه أن ندب الناس مع المثنى بن حارثة الشيباني٦ إلى فارس قبل صلاة الفجر، من الليلة التي مات فيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم أصبح فبايع الناس، وعاد فندب الناس إلى فارس فندبهم ثلاثاً كلّ يوم، فلا ينتدب أحد، وكان وجه فارس من أكره الوجوه وأثقلها عليهم، لشدة سلطانهم


١ سقط من الأصل.
٢ البخاري: الصحيح، كتاب الجزية ٢/١١٥٢، رقم: ٢٩٥٩.
٣ لم أجد له ترجمة.
٤ الحنفي، يروي عن الشعبي، روى عنه الثوري ومروان بن معاوية. (الثقات ٦/٤٨٨) .
٥ لم أجد له ترجمة.
٦ صحابي مشهور، أسلم سنة تسع، وكان شهماً شجاعاً، ميمون النقيبة حسن الرأي أبلى في حروب العراق بلاء شديداً، توفي سنة أربع عشرة. (الإصابة ٦/٤١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>