للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقمامة وخطب عمر هناك خطبة بليغة١.

وفي هذه السنة سار سعد٢ في جنود عظيمة وخلف الحريم بالعتيق٣ مع جيش كثيف، فجاءبا. . . ٤ فوجد عسكراً من الفرس فهزمهم، ففرقة ذهبت إلى المدائن، وفرقة إلى نهاوند، فسار سعد نحو المدائن فلقوا جمعاً آخر فاقتتلوا قتالاً شديداً، وبارز أمير الفرس فبرز إليه نائل الأعرجي٥ من شجعان بني تميم، فتجاولا / [٥٨ / ب] بالرّماح ثم ألقياها، وتقاتلا بالسيوف ثم تعانقا، وسقطا عن فرسيهما، فوقع أمير الفرس على صدر نائل وأخرج خنجراً ليذبحه بها فوقعت أصبعه في فم نائل فقضمها حتى شغله عن نفسه، وألقى الخنجر فأخذه فذبحه بها٦.

ثم كانت وقعة بهرسير٧ وقد قاتل سعد في دربها طوائف كثيرة، وكانوا


١ ابن كثير: التاريخ ٤/٥٥، ٥٦، ٥٧، والخبر بنحوه في الطبري: التاريخ ٣/٦٠٥، ٦٠٦، ٦٠٧، من طريق سيف بن عمر.
٢ ابن أبي وقاص.
٣ في الأصل: (العقيق) وهو تحريف. وفي معجم البلدان ٤/٨٣: "عَتيق الشاجة: قرية بين أذربيجان وبغداد استولت عليها دجلة فخربتها، واسم الموضع معروف إلى الآن ". وفي تاريخ الطبري: (العقيق) .
٤ مطموس في الأصل بمقدار كلمة.
٥ في الأصل: (الأعرج) وهو تحريف. والأعرجي، نسبة للأعرج، وهو الحارث بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، قطع رجله غيلان بن مالك بن عمرو تميم. (انظر: جمهرة النسب للكلبي ص ٢٣٤، وجمهرة أنساب العرب ص ٢٢١) .
٦ ابن كثير: التاريخ٤/٦١، ٦٢، الطبري: التاريخ٣/٦١٩، ٦٢١من طريق سيف ابن عمر.
٧ في الأصل، وتاريخ ابن كثير: (نهر شير) وهو تصحيف. والمثبت من الطبري، وفي معجم البلدان ١/٥١٥: (بَهْرُسَير) من نواحي سواد بغداد قرب المدائن. قال أبو مُقرّن:
تولّى بنو كسرى وغاب نصيرهم ... على بهر سير فاستهدّ نصيرها
ولما فرغ سعد من القادسية نزل بهر سير ففتحها".

<<  <  ج: ص:  >  >>