للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي وائل١، قال: "استعملني ابن زياد٢ على بيت المال، فأتى رجل بصك فقال فيه: "أعط صاحب المطبخ ثمان مئة درهم فقلت له: مكانك، ودخلت على ابن زياد فحدثته فقلت: إن عمر استعمل عبد الملك بن مسعود على القضاء وبيت المال، وعثمان بن حنيف على ما سقي الفرات، وعمار بن ياسر على الصلاة والجند، ورزقهم كل يوم شاة، فجعل نصفها وسقطها وأكارعها٣ لعمار، لأنه كان في الصلاة والجند، وجعل لعبد الله بن مسعود ربعها، وجعل لعثمان بن حنيف ربعها، ثم قال: "إن مالاً يؤخذ منه كل يوم شاة، فإن ذلك فيه لسريع فقال ابن زياد: "ضع المفتاح واذهب حيث شئت"٤.

فما ورد عنه في بيت المال وقيامه فيه، ونظر في مصالحه، وحذره من أن يأخذ هو أو أحد من أهله منه شيئاً بغير حقه، لم يرد عن أحد من الأمة رضي الله عنه، وجزاه عن المسلمين خيراً. إنه على كل شيء قدير.


١ شقيق بن سلمة الأسدي.
٢ عبد الملك بن زياد بن أبيه أمير العراقيين، ليزيد بن معاوية، قتل في أيامه وعلى يده الحسين بن عليّ رضي الله عنه وقتله إبراهيم بن الأشتر سنة سبع وستين. (تاريخ الطبري ٦/٨٦) .
٣ في الأصل: (وأكراعها) .
٤ البيهقي: السنن: ٦/٣٥٤، وفي إسناده عامر بن شقيق، قال الحافظ: "لين الحديث". التقريب ص ٢٨٧) ، وأورده ابن الجوزي: مناقب ص ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>