للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخير، أيتها الرعاة إن للرعية عليكم حقّاً، اعلموا أنه لا حلم إلى الله، أحب، ولا أعم نفعاً من حلم إمام ورفقه١، وأنه ليس جهل أبغض إلى الله، ولا أعم من جهل إمام وخرقه، اعلموا أنه من يأخذ بالعافية فيمن بين ظهرانيه، يرزق العافية فيمن هو دونه"٢.

وعن قيس٣ قال: "بعث عمر جريراً٤ على الجيش، فسقطت رِجلُ رَجلٍ من المسلمين من البرد، فبلغ ذلك عمر، فأرسل جريراً مسمعاً، إنه من يُسمع، يُسمَعِ الله به يعني إنك خرجت في البرد لكي يقال: قد غزا في البرد"٥.

وعن مُحارب بن دثار٦، عن عمر رضي الله عنه أنه قال لرجل قاضي: "من أنت؟ قال: "قاضي دمشق". قال: "كيف تقضي؟ قال: "أقضي بكتاب الله قال: "فإذا جاءك ما ليس [في كتاب الله؟ قال: "أقضي بسنة رسول الله قال: "فإذا جاءك ما ليس في] ٧ سنة رسول الله؟ قال: "أجتهد رأيي وأوامر جلسائي قال: "أحسنت". قال: وإذا جلست فقل: إني أسألك أن أفتي بعلم، وأن أقضي بحلم، وأسألك العدل في الغضب والرضى". قال: فسار الرجل ما شاء أن يسير، ثم رجع إلى عمر، فقال: "ما أرجعك؟ "، قال: "رأيت الشمس والقمر يقتتلان، مع كل واحد


١ في الأصل: (وفقه) ، وهو تحريف.
٢ ابن شبه: تاريخ المدينة٢/٧٧٤، وهو ضعيف، لانقطاعه، وقد سبق عن عمرو بن مرة، ص ٤٨٠.
٣ ابن أبي حازم.
٤ جرير بن عبد الله البجلي.
٥ وكيع: الزهد ٢/٥٨٥، وإسناده صحيح، أحمد: الزهد ص ٤٤، هناد: ٢/٤٤١، وابن الجوزي: مناقب ص ١١٧.
٦ السدوسي، الكوفي، ثقة إمام زاهد، توفي سنة ست عشرة ومئة. (التقريب ص ٥٢١) .
٧ سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>