للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر فضرب مئة، وجعل في بيت فإذا برأ دُعي فضرب مئة أخرى، ثم حمله على قتب، وكتب إلى أبي موسى الأشعري حرم على الناس١ مجالسته٢، فلم يزل كذلك، حتى أتى أبا موسى، فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه، مما كان شيئاً، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب إليه: ما أخاله إلا قد صدق، فخلّ بينه وبين مجالس الناس".

عن الزهري، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جلد صبيغاً التميمي عن مساءلته عن حروف القرآن، حتى اضطربت الدماء في ظهره"٣.


١ في تاريخ ابن عساكر والمناقب وعقيدة السلف: (مجالسة) .
٢ البزار كما في تفسير ابن كثير ٧/٣٩١، الصابوني: عقيدة السلف أصحاب الحديث ص ٥١، ٥٢، ابن عساكر: تاريخ دمشق ج ٨ ق ٢٣١، الأصفهاني: سير السلف ص ١٧٩، ابن الجوزي: مناقب ص ١٢٥، الهيثمي: مجمع الزوائد ٧/١١٢، ١١٣، وقال: "رواها البزار وفيه أبو بكر بن أبي سبرة وهو متروك". ابن حجر: الإصابة ٣/٢٥٨، وعزاها إلى الدارقطني في الإفراد وأعلها بأبي بكر بن أبي سيرة، وقال: "وهو ضعيف، والراوي عنه أضعف منه". وقال ابن كثير: "قال البزار: "وأبو بكر ابن أبي سيرة لين، وسعيد بن سلام ليس من أصحاب الحديث". وقال ابن كثير: "هذا الحديث ضعيف رفعه، وأقرب ما فيه أنه موقوف على عمر، فإن قصة صبيغ ابن عسل مشهورة مع عمر، وإنما ضربه لأنه ظهر من أمره فيما يسأل تعنتاً وعناداً، والله أعلم". تفسير ابن كثير ٧/٣٩١) . وقال الآجري في الشريعة ص ٧٤: "فإن قال قائل: فمن سأل عن تفسير: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً. فَالحَامِلاَتِ وِقْراً} ، استحق الضرب والتنكيل به والهجر، قيل له: لم يكن ضرب عمر رضي الله عنه له بسبب هذه المسألة، ولكن لما بلغ عمر رضي الله عنه ما كان يسأل عنه من متشابه القرآن من قبل أن يراه، علم أنه مفتون قد شغل نفسه بما لا يعود عليه نفعه، وعلم أن اشتغاله بطلب علم الواجبات من علم الحلال والحرام أولى به، وتطلب علم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى به، فلما علم أنه مقبل على ما لا ينفعه، سأل عمر رضي الله عنه ربّه أن يمكّنه حتى ينكل به، وحتى يحذر غيره، لأنه راعٍ يجب تفقد رعيته، في هذا وفي غيره، فأمكنه الله عزوجل منه". اهـ.
٣ تاريخ دمشق ٨/٢٣٢، عن الزهري عن أنس، ابن الجوزي: مناقب ص ١٢٦، وابن حجر في الإصابة ٣/٢٥٨، ونسبه للخطيب وابن عساكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>