للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن بجالة١ قال: "كنت كاتباً لجزء بن معاوية عمّ الأحنف بن قيس، فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنةٍ: أن اقُتلوا كل ساحر، وربما قال: وساحرة، وفرّقوا بين كل مَحْرَمٍ من المجوس، وانهوهم عن الزمزمة"٢. فقتلنا ثلاث سواحر، وجعلنا نُفَرّق / [٧٦ / ب] بين الرجل وحريمته في كتاب الله، وصنع جزء طعاماً كثيراً، وعرض السيف على فخذه ودعا٣ المجوس، فألقوا وقرَ٤ بغلٍ أو بغلتين من وَرقٍ وأكلوا بغير زمزمة، ولم يكن عمر رضي الله عنه أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر"٥.

وعن يزيد بن الأصم٦: "أن رجلاً كان ذا بأس، وكان يوفد إلى عمر لبأسه، وكان من أهل الشام، وإن عمر فقده فسأل عنه، فقيل: "يتابع في هذا الشراب"، فدعا كاتبه٧، فقال: اكتب: "من عمر إلى فلان بن فلان، سلام عليكم، فإني


١ بجالة بن عبدة التميمي.
٢ الزمزمة: كلام يقوله المجوس عند أكلهم بصوت خفي. (النهاية ٢/٣١٣) .
٣ مطموس في الأصل سوى (ود) .
٤ الوِقر - بكسر الواو - الحمل، وأكثر ما يستعمل في حِمْل البغل والحمار. (النهاية ٥/٢١٣) .
٥ الشافعي: الرسالة ص ٤٣٢، والأم ٤/١٧٤، والطيالسي: المسند رقم: ٢٢٥، أحمد: المسند ٣/١٢٣، أبو عبيد: الأموال ص ٣٦، وإسنادهما صحيح، وصحّحه أحمد شاكر في تخريجه لأحاديث المسند رقم: ١٦٥٧، والبيهقي: السنن: ٨/٢٤٧، وقد مضى إيراد المؤلف له عن صحيح البخاري ص ٥١١.
٦ يزيد بن عمرو البكائي، كوفي نزل الرقة، وهو ابن أخت ميمونة أم المؤمنين، يقال له رؤية، ولا يثبت، هو ثقة، توفي سنة ثلاث ومئة. (التقريب ص ٥٩٩) .
٧ مطموس في الأصل، سوى: (كاتب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>