للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى فلان، ويكره أن يكتب يقبل الأيادي، لأنه كذب، وقد ذكر عن الحافظ إبراهيم المقدسي (المعروف بالعِماد) ١ أن رجلاً قال له: "ولدي يقبل يدك"، فقال له: "لا تكذب"٢.

ويجوز الكتاب إلى الكفار٣، ويكتب من القرآن الآية نحو: {بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، و {الحَمْدُ لله} ، ونحو: {يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوا إِلَى كَلْمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ الله} [آل عمران: ٦٤] ، ونحو ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك٤.

وفي (الموطّأ) عن عبد الله بن دينار٥، أن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه، فكتب إليه: "بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، لعبد الله بن عبد الملك٦ أمير المؤمنين من عبد الله بن عمر، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله لا إله إلا هو، وأقرّ لك بالسمع والطاعة على سنة الله ورسوله فيما استطعت"٧. / [٨١ / أ] .


١ إبراهيم بن عبد الواحد بن عليّ المقدسي، الجماعيلي الحنبلي الزاهد الحافظ، كان قويّاً في أمر الله، وتوفي سنة أربع عشرة وست مئة. (ذيل طبقات الحنابلة ١/٩٣، سير أعلام النبلاء (٢٢/٤٧) .
٢ ابن رجب: ذيل طبقات الحنابلة ١/٩٥.
٣ النووي: شرح صحيح مسلم ١٢/١١٣.
٤ البخاري: الصحيح، كتاب الجهاد ٣/١٠٧٤، رقم: ٢٧٨٢، ومسلم: الصّحيح، كتاب الجهاد والسير ٣/١٣٩٦، رقم: ١٧٧٣.
٥ عبد الله بن دينار العدوي مولاهم، المدني، ثقة، من الرابعة، توفي سنة سبع وعشرين ومئة. (التقريب ص ٣٠٢) .
٦ عبد الملك بن مروان الأموي، الدمشقي، ملك ثلاث عشرة سنة استقلالاً، وقبلها منازعاً لابن الزبير تسع سنين، توفي ست وثمانين. (التقريب ص ٣٦٥) .
٧ مالك: الموطّأ رواية يحيى بن يحيى ص ٥٣٨، وإسناده صحيح، ابن سعد: الطبقات ٤/١٨٣، ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>