للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عيشه فجاءته فقالت: "يا أبتاه١، [أ] ٢ ويا أمير المؤمنين، إن ناساً من قومك، كلّموني في أن أكلمك في أن تلين من عيشك فقال لها: "يا بنية غششت أباك ونصحت لقومك"٣.

وعن سالم بن عبد الله٤ قال: "لما ولّي عمر رضي الله عنه قعد على رزق أبي بكر رضي الله عنه الذي كانوا فرضوا له، كان بذلك فاشتدت حاجته، فاجتمع نفرٌ من المهاجرين فيهم عثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير - رضي الله عنهم - فقالوا: "لو قلنا لعمر في زيادة نزيدها إياه في رزقه".

فقال عليّ: "وددْنا أنه فعل ذلك، فانطلقوا بنا"، فقال عثمان: "إنه عمر فهلموا فنسبر٥ ما عنده من وراء وراء، نأتي حفصة فنكلمها ونستكتمها أسماءنا". فدخلوا عليها وسألوها أن تخبر بالخبر عن نفرٍ، ولا تسمى أحداً إلا أن يقبل، وخرجوا من عندها، فلقيت عمر رضي الله عنه في ذلك، فعرفت٦ الغضب في وجهه، فقال: "من هؤلاء؟ "، / [٨٣ / أ] قالت: "لا سبيل إلى علمهم حتى أعلم ما رأيك؟ "، فقال: لو علمت من هم لسودت وجوههم، أنت بيني وبينهم، أناشدكِ بالله ما أفضل ما اقتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتكِ من الملبس؟ قالت: "ثوبين مُمَشَّقَين كان يلبسُهما للوفد ويخطب فيهما للجُمَعِ".


١ قوله: " يا أبتاه"، تكرر في الأصل.
٢ سقط من الأصل.
٣ ابن سعد: الطبقات ٣/٢٧٨، وهو مرسل حسن، الحسن لم يسمع من عمر، فهو ضعيف لانقطاعه. وابن الجوزي: مناقب ص ١٤٢.
٤ ابن عمر بن الخطاب.
٥ السّبْر: امتحان غور الجُرْح وغيره. (القاموس ص ٥١٧) .
٦ في الأصل: (فلقيت) ، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>