للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى السماء، خلّوا جملي"١.

وعن عبيد الله بن عباس٢ قال: "كان للعبّاس ميزاب على طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، وقد كان ذبح للعباس فرخان، فلما وافى الميزاب، صُبَّ ماءٌ بدم الفرخين، فأصاب / [٨٦ / أ] عمر، فأمر عمر بقلعه، ثم رجع عمر رضي الله عنه فطرح ثيابه ثم لبس ثياباً غير ثيابه، ثم جاء فصلى بالناس فأتاه العباس، فقال: "والله إنه لَلمضوْضِعُ٣ الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال عمر: "فأنا أعزم عليك لما صعدت عليّ٤ حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلمففعل ذلك العباس رضي الله عنه"٥.

وعن محمّد بن سعد يرفعه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "لقد رأيتني ومالي من أكال٦ يأكله الناس إلا أن لي خالاتٍ من بني مخروم كنت استعذب لهن الماء فيقبضن لي القبضات من الزبيب". ثم نزل، فقيل له: "ما أردت إلى هذا يا أمير المؤمنين؟ "، قال: "إني وجدت من نفسي شيئاً فأردت أن


١ وابن أبي شيبة: المصنف ١٣/٤٠، وإسناده صحيح، وأبو نعيم: الحلية ١/٤٧، من طريق ابن أبي شيبة، ابن شبه: تاريخ المدينة٣/٨٣١، ابن الجوزي: مناقب ص١٥١.
٢ ابن عبد المطلب الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم من صغار الصحابة، توفي بالمدينة سنة سبع وثمانين. (التقريب ص ٣٧١) .
٣ في الأصل: (الموضع) ، والمثبت من المسند والطبقات.
٤ قوله: " عليّ"، غير واضح في الأصل.
٥ أحمد: المسند ٣/٢٢٤، ابن سعد: الطبقات ٤/٢٠، وإسنادهما ضعيف لانقطاعه، وقال أحمد شاكر في تعليقه على أحديث المسند رقم: ١٧٩٠: "إسناده ضعيف لانقطاعه، هشام بن سعد صدوق، ولكنّه لا يروي إلا عن التابعين، توفي سنة ستين ومئة. وعبيد الله بن عباس من صغار الصحابة". وأورده ابن الجوزي: مناقب ص١٥١.
٦ الأكال: يقال: ما ذقت أكالاً - بالفتح -، أي: طعاما. (الصحاح ٤/١٦٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>