للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل إلا مناخ راحلته، وإني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد فإني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطى ذا البأس، وذا الشرف، وذا اللسان فنزعته / [٨٧ / ب] وأمرت أبا عبيدة بن الجراح". فقام أبو عمرو بن حفص بن المغيرة١، فقال: "والله ما اعتذرت يا عمر، ولقد [نزعت] عاملاً استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأغمدت سيفاً سله رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعت امرأ٢ نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطعت رحماً، وحسدت ابن العم". فقال عمر رضي الله عنه: "إنك قريب القرابة، حديث السن، تغضب في ابن عمك"٣.

وعن أصبغ بن نُباتة٤، قال: "خرجت أنا وأبي من زَرُوْد٥ حتى ننتهي إلى المدينة في غلس٦، والناس في الصلاة فانصرف الناس من صلاتهم وخرج الناس إلى أسواقهم، فدخل إلينا رجل معه درّه، فقال: "يا أعرابي أتبيع؟ "، فلم يظل يساوم أبي٧ حتى أرضاه على ثمن، وإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجعل يطوف في السوق، ويأمرهم بتقوى الله يقبل فيه ويدبر، ثم مرّ على أبي، فقال: "حبستني ليس هذا وعدتني"، ثم مرّ الثانية، فقال له مثل ذلك، فردّ عليه عمر: "لا أريم حتى أوفيك"، ثم مرّ به الثالثة فوثب أبي مغضباً


١ المخزومي، ويقال فيه: أبو حفص بن عمرو بن المغيرة. (الإصابة٧/١٣٦، التقريب ص ٦٦٠) .
٢ في مسند: (لواء) .
٣ سبق تخريجه ص ٥٩٠.
٤ التميمي الحنظلي، الكوفي، متروك، رمي بالرّفض من الثالثة. (التقريب ص ١١٣) .
٥ زَرُوْدُ: من أشهر منازل الحاجّ العراقي بعد الثّعلبية وقبل الأجفر للمتجه إلى مكّة، ويبعد عن الإجفر ٥٨ كيلاً، وعن مدينة حائل بنحو ١٧٠ كيلاً، وهي لبني مجاشع من تميم، والآن مياه قبيلة شمر. (المناسك ص ٢٩٩، المعجم الجغرافي (شمال المملكة) ٢/٦٣٢-٦٣٧) .
٦ الغَلَس: ظلمة آخر الليل. (القاموس ص ٧٢٣) .
٧ في الأصل: (أفيك) .

<<  <  ج: ص:  >  >>