للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي (الموطّأ) : عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: "مُرَّ على عمر بن الخطاب١ رضي الله عنه بغنم من الصدقة فرأى فيها شاة حافلاً ذات ضرع عظيم، فقال عمر: "ما هذه الشاة؟ فقالوا: "شاة من الصدقة فقال عمر: "ما أعطي هذه أهلها وهم طائعون لا تفتنوا الناس، لا تأخذوا حزراتِ٢ المسلمين، نكّبوا عن الطّعام"٣٤.

وفيه عن زيد بن أسلم رضي الله عنه / [٨٩ / أ] أنه قال: "شرب عمر بن الخطاب لبناً فأعجبه، فسأل الذي سقاه: من أين لك هذا اللبن؟ "، فأخبره أنه ورد على ماء سماه، فإذا نعم من نعم الصدقة وهم يسقون، فحلبوا لي من ألبانها، فجعلته في سقائي هذا، فأدخل عمر إصبعه فاستقاءه"٥.

وفيه عن سليمان بن يسار٦: أن أهل الشام قالوا لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه: "خذ من خيلنا ورقيقنا صدقة"، فأبى ثم كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأبى، ثم كلّموه أيضاً فكتب إلى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه فكتب إليه عمر: "إن أحبّوا فخذها منهم وارددها عليهم


١ مطموس في الأصل، سوى (الخطأ) .
٢ الحَزْرةُ: ما حزر بأيدي القوم من خيار أموالهم. (لسان العرب ٤/١٨٦) .
٣ نكّبوا عن الطعام: أي: أعرضوا عن الأكولة وذوات اللبن ولا تأخذوها في الزكاة ودعوها لأهلها. (لسان العرب ١/٧٧٠، ٧٧١) .
٤ مالك: الموطّأ ص ١٣٣، (رواية يحيى بن يحيى) ، بلاغاً، والبيهقي: السنن: ٤/١٥٨، وإسناده صحيح.
٥ مالك: الموطّأ ص ١٣٤، (رواية يحيى بن يحيى) بلاغاً، والبيهقي: السنن: ٧/١٤، من طريق مالك، والمتقي الهندي: كنْز العمال ١٢/٦٦٥، وعزاه لمالك والبيهقي.
٦ الهلالي، مولى ميمونة، ثقة فاضل أحد الفقهاء السبعة. توفي بعد المئة. (التقريب ص٢٥٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>