للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرضت لكم الفرائض، وسننت لكم السنن، وتركتكم على الواضحة، ثم صفق بيمينه على شماله، إلا أن تضلوا بالناس يميناً وشمالاً، ثم إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم، وأن يقول قائل: لا نجد حَدّين في كتاب الله، فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم ورجمنا بعده، فوالله لولا أن يقول الناس أحدث في كتاب الله لكتبتُها في المصحف، فقد قرأناها: (والشيخ والشيخة [إذا زنيا] ١ فارجموهما) ، قال سعيد: "فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن"٢.

وعن كعب٣ قال: "كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر، وإذا ذكرنا عمر ذكرناه، وكان إلى جنبه نبيّ يوحى إليه، فأوحى الله تعالى إلى النبيّ أن يقول له: اعهد عهدك، واكتب وصيتك، فإنّك ميتٌ إلى ثلاثة أيام، فأخبره النبي بذلك، فلما كان اليوم الثالث وقع بين الجَدِر والسرير، ثم جأر٤ إلى ربّه وقال: "اللهم إن كنت تعلم أني كنت أعدل في الحكم، وإذا اختلفت الأمور اتبعت هداك، وكنتُ، وكنت، فزدني في عمري، حتى يكبر طفلي وتربوَ أمتي". فأوحى الله إلى النبيّ أن قد قال كذا وكذا، وقد صدق، وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة، وفي ذلك ما يكبر طفله وتربو أمته فلما طعن عمر رضي الله عنه قال كعب: لئن سأل الله عمر ليبقينه ربّه، فأخبر بذلك عمر فقال: "اللهم اقبضني إليك غير عاجز / [١١٣ / ب] ولا ملومٍ"٥.


١ سقط من الأصل.
٢ ابن سعد: الطبقات ٣/٣٣٤، الحاكم: المستدرك ٣/٩١، ٩٢، وإسنادهما صحيح إلى سعيد بن المسيب، وابن الجوزي: مناقب ص ٢١٠، ٢١١.
٣ الأحبار.
٤ جأر: جار إلى الله. تضرع بالدعاء. (المختار ص ٦٧) .
٥ ابن سعد ٣/٣٣٤، ٣٣٥، وإسناده صحيح. ومن طريقه ابن عساكر: تاريخ دمشق جـ ١٣/ ق ١٦٩، وابن شبه: تاريخ المدينة ٣/٩٠٨، وابن الجوزي: مناقب ص ٢١١، والمتقي الهندي: كنْز العمال ١٢/٦٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>