للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن خيرة بنت دجاجة١ قالت: حدّثتنا عائشة - رضي الله عنها - قالت: "إني أسير بين مكّة والمدينة في ليلة، في سحر ليلة مقمرة، إذا أنا بهاتف يهتف ويقول:

ليبك على الإسلام من كان باكياً ... فقد حدثوا٢ هلكى وما قدم العهد

وقد ولت الدنيا وأدبر خيرها ... وقد مَلَّها من كان يوقن بالوعدِ

فقلت: انظروا من هذا؟ فنظروا فلم يروا أحداً، فوالله ما أتت على ذلك إلا أيام حتى قتل عمر رضي الله عنه"٣.

وعنها - رضي الله عنها - قال: "إنا لوقوف عند عمر رضي الله عنه بالمحصّب إذ أقبل راكب حتى إذا كان قدر ما يُسمعنا صوته، هتف ثم قال:

أبعد قتيل بالمدينة أشرقت٤ ... له الأرض واهتز العِضاهَ٥ بأسؤقِ

جزى الله خيراً من إمام وباركت ... يدُ الله في ذاك الأديم الممزقِ

قضيت أموراً ثم غادرتَ بعدها ... بوائج في أكمامها لم تُفتق


١ لم أجد لها ترجمة.
٢ في مناقب عمر: (أحدثوا) .
٣ ابن الجوزي: مناقب ص ٢١٣، والبيتان في الطبراني: المعجم الكبير ١/٦٨، وأبي نعيم: المعرفة١/٢٢٦، وابن عساكر: تاريخ دمشق جـ ١٣/ق١٩٩، عن معروف بن أبي معروف الموصلي.
٤ في طبقات ابن سعد، والاستيعاب، ومناقب عمر: (أظلمت) .
٥ العِصَاهَة: أعظم الشجر، أو كلّ ذات شوكٍ. (القاموس ص ١٦١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>