للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال طلحة: "قد جعلت أمري إلى عثمان"، وقال سعد: "قد جعلت / [١١٦ / ب] أمري إلى عبد الرحمن بن عوف"، فقال عبد الرحمن: "أيكما تبرّأ من هذا الأمر فنجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرنَّ أفضلهم في نفسه؟ "، فأُسْكِتَ الشيخان، فقال عبد الرحمن: "أفتجعلونه١ إليّ والله عليّ أن لا آلو٢ عن أفضلكم؟ "، قالا: "نعم". فأخذ بيد أحدهما فقال: "لك قرابةٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن، ولئن أمرتُ عثمان لتسمعنّ ولتطيعن"، ثم خلا بالآخر، فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال: "ارفع يديك يا عثمان"، فبايعه، وبايع له عليّ وولج أهل الدار فبايعوه"٣.

وذكر ابن الجوزي عن معدان بن طلحة اليَعْمَري٤: أن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قام على المنبر يوم الجمعة، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر أبا بكر رضي الله عنه، ثم قال: "رأيت رؤياً لا أرها إلا بحضور أجلي، رأيت كأن ديكاً نقرني نقرتين، فقصصتها على أسماء بنت عميس، ققال: "يقلتك رجل من العجم". قال: وإن الناس يأمرونني٥ أن أستخلف، وإن الله عزوجل لم يكن ليضيع دينه وخلافته، التي بعث بها نبيّه صلى الله عليه وسلم وإن تعجل٦ في أمرٌ، فإن الشورى في هؤلاء الستة الذين مات نبيّ الله، وهو عنهم


١ في الأصل: (فتجعلونه) ، والمثبت من صحيح البخاري.
٢ لا آلو: لا أقصر في اختيار أفضلكم. (لسان العرب ١٤/٤٠) .
٣ البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة ٣/١٣٥٣-١٣٥٧، رقم: ٣٤٩٧.
٤ شامي، ثقة، من الثانية. التقريب ص ٥٣٩) .
٥ مطموس في الأصل، سوى (يأمر) .
٦ في المسند: (يَعْجَل) .

<<  <  ج: ص:  >  >>