للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أيوب١ مرة: "فليلحق بنا"، فلما بلغنا المدينة لم يلبث أمير المؤمنين أن أصيب، فجاء صهيب، فقال: "واأخاه!!، واصاحباه!! "٢، فقال عمر: "ألم تعلم، ألم تسمع٣، أو قال: "ألم تعلم أو لم تسمع٤، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله".

فأما عبد الله فأرسلها مرسلة، وأما عمر فقال: ببعض، فأتيت عائشة، فذكرت لها قول عمر، فقالت: "لا، والله ما قاله رسول الله، أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الكافر ليزيده الله ببكاء أهله عذاباً". وإن الله لهو أضحك وأبكى، ولا تزر وازرة وزر أخرى٥.

قال أيوب: وقال ابن أبي مليكة: حدّثني القاسم، قال: "لما بلغ عائشة - رضي الله عنها - قول عمر بن الخطّاب، وابن عمر، قالت: "إنكم لتحدّثوني عن غير كاذبين، ولا مكذّبين، ولكن السمع يخطئ"٦.

فائدة

يجوز البكاء على الميت لقوله عليه السلام: "العين تدمع، والقلب يحزن" ٧.

وأما النياحة، وما أشبه ذلك من شقّ الثياب، ولطم الخدود،


١ أيوب بن أبي تميمة السختياني، البصري، ثقة ثبت، حجة من كبار الفقهاء العُبّاد، توفي سنة إحدى وثلاثين ومئة. (التقريب ص ١١٧) .
٢ مطموس في الأصل، سوى (واصاحبا) .
٣ في الأصل: (أولم تعلم أو لم تسمع) .
٤ مسلم: الصّحيح، كتاب الجنائز ٢/٦٤٠، رقم: ٩٢٨.
٥ تشير إلى قوله تعالى: {أَلاّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ، وقوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} . سورة النجم آية: (٣٨-٤٢) .
٦ أحمد: المسند١/٢٨٠، وإسناده صحيح، ومسلم: الصّحيح، كتاب الجنائز٢/٦٤٠، رقم: ٩٢٨.
٧ البخاري: الصحيح، كتاب الجنائز ١/٣٤٩، رقم: ١٢٤١، ومسلم: الصّحيح، كتاب الفضائل ٤/١٨٠٨، رقم: ٢١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>