للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأضرب بين يديه الحدود بسوطي، فلما قُبض رضي الله عنه ولاّها عمر فأخذها بسنة صاحبه وما يعرف من أمره، فبايعنا عمر لم يختلف عليه منا اثنان، ولم يشهد بعضنا على بعض، ولم نقطع منه البراءة، فأدّيت إلى عمر حقّه، وعرفت طاعته، وغزوت معه في جيوشه، فكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزو إذا أغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي، فلما قبض تذكرت في نفسي قرابتي، وسابقتي وفضلي، وأنا أظن أن لا يعدل بيَ، ولكن خشي١ أن لا يعمل الخليفة بعده ذنباً إلاّ لحقه في قبره". ثم ذكر خلافة عثمان٢.


١ في الأصل: (أخشى) ، وهو تحريف.
٢ موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق ٧١ / ٧٢ / أ، من طريق ابن بشران ومن طريقه الذهبي: تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ص: ٦٣٩، ٦٤٠، وهو ضعيف جداً. فيه أبو بكر الهذلي، قال فيه الذهبي: "واه". وقال الحافظ ابن حجر: "إخباري متروك". (ميزان الاعتدال ٢/١٩٤) . التقريب رقم: ٨٠٠٢، ثم إن الحسن مدلس، ولم يصرح بالسماع، ومما يدل على عدم صحة هذا الخبر، بهذا السياق، أن عليّاً دخل البصرة سنة ٣٦هـ بعد وقعة الجمل، وكيف يقول هذا الكلام ولم ينازعه أحد في الخلافة إلى هذا الوقت.
نعم. نازعه معاوية، ولكن بعد ذلك. حين بايعه أهل الشام في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين، وقيل: سنة ثمان وثلاثين، بعد تحكيم الحكمين بينه وبين وعليّ - رضي الله عنهما -. أما قبلها فلم يطلب الخلافة. وإنما كان امتنع من البيعة لعليّ حتى يمكنه من القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه. ولم تتم لمعاوية البيعة إلا بعد تنازل الحسن بن عليّ سنة أربعين للهجرة. (انظر: تاريخ: خليفة ص ١٩٢، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين ص ٥٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>