للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النار" ١. المراد به في آخر الزمان.

ويحتمل أشياء منها:

- أن يكون يعرف ذلك بارتكاب الجرائم، والمعاصي والبدع ونحو ذلك، ولزوم طاعة الله.

- ومنها: أن يعرف ذلك عند خروج الدابة ونزول عيسى، فإنه يظهر هناك المؤمن والكافر، وعند خروج الدابة فإنها تسم المؤمن بنور، والكافر بقتر، فعند خروج هذه الأشياء يعرف أهل الجنة من أهل النار.

- ويحتمل أن يكون ذلك الخطاب لمن كان معه من الصحابة، أي: يعرفون ذلك بالفراسة وقوة الإيمان٢.

وأما مدح المرء نفسه، والإخبار عن نفسه بالدين والعلم والشجاعة والورع ونحو ذلك، فإنه لا يجوز. لقوله عزوجل: {فَلاَ تُزَكُّوا أَنْفَسَكُم} [النجم: ٣٢] ، وقوله عزوجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفَسَهُم} [النساء: ٤٩] . وأهل ذلك يظهر عليهم، وهم يكتمونه، وأهل الشرّ يظهر الشّرّ عليهم، وهم يخفونه، ولو قالوا: إنهم من أهل الخير.

وحكي عن حبيب العجمي٣ أنه كان يرائي، فمرّ على الصبيان فقالوا: "انظروا إلى حبيب المرائي فقال: "أظهرت سرِّي حتّى للصّبيان".


١ أحمد: المسند ٣/٤١٦، وابن ماجه: السنن ٢/١٤١١، قال البوصيري في مصباح الزجاجة ٣/٣٠١: "إسناده صحيح، رجاله ثقات".
٢ هذه الاحتمالات أوردها المؤلف. وآخر الحديث بين ذلك، حيث قال صلى الله عليه وسلم: عندما سألوه: بِمَ ذاك يا رسول الله؟، قال: "بالثَّناء الحسنِ والثّناء السّيِّئ، أنتم شهداء بعضُكم على بعض".
٣ حبيب بن محمّد العجمي، أبو محمّد البصري الزاهد، ثقة، عابد، من السادسة. (التقريب ص ١٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>