للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان بن عفان الحيي الحليم، عليّ بن أبي طالب الكريم المستقيم، ثم بصر بيَ أحدهم فدنا مني فقال: "أجني أم إنسي؟ "، فقلت: "إنسي". قال: "ما دينك؟ "، قلت: "النصرانية"، قال: "أسلم تسلم، أما علمت أن الدين عند الله الإسلام"، فقلت: "ما هذا الشخص العظيم الذي نادى؟ "، قال: "هو التيار ملك البحار، هذا دأبه كلّ ليلة في بحر من البحور"، ثم قال: "غداً يمر بك مركب، فصح بهم، وأشر إليهم يحملوك إلى بلد الإسلام"، فلما كان من الغدّ مرّ مركبٌ، فأشرت إليهم، وكانوا نصارى، فحملوني، وقصصت عليهم قصتي، فأسلموا كما أسلمت، وضمنت لله لا أكتم هذا الحديث"١.

وفي "فضائل الصحابة" لإبراهيم بن عبد الرحمن المقدسي عن الأعمش قال: "خرجت في البلد في ليلة مظلمة أريد الجامع، فإذا بشخص قد عارضني فاقشعررت منه، فقلت: أمن الإنس أنت أم الجنّ؟ قال: "بل من الجن". فقلت: "من مؤمنها أم من كافرها؟ "، قال: "بل من مؤمنها". قلت: "فيكم من هذه البدع شيئاً؟ "، فقال: "نعم. إلاّ أنه ليس منا شرٌّ من المرجئة، ولا أرعَنَ من القدرية، ولا أجهل من الرافضة"، ثم قال لي: "ألا أحدثك بحديث؟ "، قلت: "بلى". قال: "أعلمك أنه وقع بيني وبين عفريت من الجنّ اختلافٌ في أبي بكر وعمر، فقال العفريت: "إن أبا بكر وعمر ظلما عليّ بن أبي طالب واعتديا عليه، وأخذا ما ليس لهما بحقّ، فقال لي: بمن ترضى؟ ". فقلت: "بإبليس، فأتينا إبليس وهو جالس على ساحل البحر على سرير من


١ موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق ١٨ / ب، ١٩ / أ، وفي إسناده مجاهيل، وفضل الخلفاء الأربعة وعلوّ مكانتهم ومنزلتهم جاء فيه من الأحاديث الصحيحة الصريحة ما يغني عن مثل هذا الحكايات.

<<  <  ج: ص:  >  >>