للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مغموم حزين، ألوم نفسي، قال: فنمت، وتركت العشاء من الغم، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي في ليلتي، فقلت له: يا رسول الله، فلان جاري في منْزلي وفي سوقي، هو يعيب أصحابك، قال: "من أصحابي؟ "، فقلت: أبا بكر وعمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذ هذه المدية فاذبحه بها". قال: فأخذته فأضجعته فذبحته، فرأيت كأن يدي أصابها من دمه، قال: فألقيت المدية وأوهيت بيدي إلى الأرض أمسحها، فانتبهت، وأنا أسمع الصراخ من نحو داره، قلت: انظروا ما هذا الصراخ؟، قالوا: فلان مات فجأة، فلما أصبحنا نظرت إليه فإذا خطّ في موضع الذبح"١.

وقال أبو بكر بن عبيدة٢: وحدّثني أبو بكر الصّيْرَفي٣ قال: مات رجل كان يشتم أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - ويرى رأي جهم٤، فأريه رجل في النوم كأنه عريان على رأسه خرقة سوداء وعلى عورته أخرى، قال: "ما فعل الله بك؟ قال: "جعلني مع بكر القصّ، وعون بن الأعسر، وهما نصرانيان"٥.

وعن المعافي بن عمران٦ قال: "قال سفيان الثوري: "كنت امرءًا أغدو إلى الصلاة بغلسٍ، فغدوت ذات يوم، وكان لنا جار له كلب عقور،


١ عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة ١/٢٩٩، وفي إسناده محمّد بن عليّ السمان، ورضوان السمان لم أجدهما. وابن الجوزي: مناقب ص ٢٥٧.
٢ لم أجد له ترجمة.
٣ يعقوب بن أحمد النيسابوري، قال الذهبي: "كان صحيح الأصول مُحتَشِماً، توفي سنة ستّ وسّتين وأربع مئة. (تذكرة الحفاظ ٣/١١٦٠، سير أعلام النبلاء ١٨/٢٤٥) .
٤ جهم بن صفوان السمرقندي، مولى بني راسب، أخذ الكلام عن الجعد بن درهم، أظهر مذهبه في ترمذ، وخرج مع اليمانية، فقتله سلم بن أحوز المازني التميمي. رحمه الله سنة١٢٨هـ (انظر البداية والنهاية٩/٣٦٤، ١٠/١٩، ٢٨، تاريخ الجهمية ص٧) .
٥ ابن الجوزي: مناقب ص ٢٥٧.
٦ الأزدي الموصلي، ثقة عابد فقيه، توفي سنة خمس وثمانين ومئة. (التقريب ص ٥٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>