للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتفقدوني ويرحموني مما أنا فيه، حتى مضت سبعة وعشرون يوماً، فلما كانت الليلة الثامنة والعشرون اتخذ الديلمي دعوة عظيمة، وأحضر فيها وجوه قواد العسكر، وجلس معهم للشرب فلما كان نصف الليل جاءني السائس فقال لي: "يا دقاق القائد قد أخذته حمى عظيمة وقد تدثر١ بجميع ما في الدار وهو ينتفض". وكان على حالته اليوم الثامن والعشرين، وأمسى ليلة التاسع والعشرين، ودخل السائس نصف الليل وقال: "يا دقاق مات القائد". وحل عني القيد، فلما أصبحنا اجتمع الناس من كل وجه، وجلس القواد للعزاء، وأخرجت أنا، فاستعادني٢ الناس فقصصت عليهم، فرجع جماعة كثيرة عن مذاهبهم الردية، وخليت أنا"٣.

وعن زائدة بن قدامة٤ قال: قلت لمنصور بن المُعْتَمِر٥: "اليوم الذي أصومه أقع في الأمراء؟، قال: "لا". قلت: "فأقع فيمن يتناول أبا بكر وعمر؟ "، قال: "نعم"٦.

وعن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى قال: قلت لأبي: "لو سمعت رجلاً


١ تَدَثَّرَ: أي: تلفّف في الدّثار. (لسان العرب ٤/٢٧٦) .
٢ استَعَدْتُه الشيء فأعادَه إذا سألته أن يفعله ثانياً. (لسان العرب ٣/٣١٧) .
٣ اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٤/١٢٥٨، ١٢٥٩، والضياء المقدسي: النهي عن سبّ الأصحاب ص ٩٤، ٩٥، ومداره على أبي بكر بن أبي الطيب ولم أجد له ترجمة. ابن الجوزي: مناقب ص ٢٥٨، ٢٥٩.
٤ الثقفي، ثقة، ثبت، صاحب سنة، من السابعة. توفي سنة ستّين ومئة. وقيل: بعدها. (التقريب ص ٢١٣) .
٥ السُّلمي الكوفي، ثقة ثبت، وكان لا يدلس، توفي سنة اثنتين وثلاثين ومئة. (التقريب ص ٥٤٧) .
٦ اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٤/١٢٦٦، وفي إسناده إسحاق بن بشر، وهو متروك الحديث. (ميزان الاعتدال ١/١٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>