للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك فغدا عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله عزوجل: {عَلِمَ الله أنَّكُم كُنْتُم تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُم فَتَابَ عَلَيْكُم وَعَفَا عَنْكُم} [البقرة: ١٨٧] ١.

صابر بنفسه في الإسلام وصبر، فقارب من سبق، وفضل من غبر، فظهر له منشور خبر: "لو كان بعدي نبي لكان عمر"٢. عظمت عليه المنة فأكثر الشكر، وأدام الحُنّة فقال بقول المصطفى: "عمر سراج أهل الجنة"٣. / [١٥٢ / أ] .

شعر:

وقال الحكم بن معبد٤ لنفسه:

منحتكم يا أهل ودّي نصيحتي ... وإني بها في العالمين لمشتهر

وأظهرت قول الحقّ والسنة التي ... عن المصطفى قد صحّ عندي بها الخبر

ألا إنّ خير النّاس بعد محمّد ... عليه السّلام بالعشي وبالبكر

أبو بكر الصّدّيق لله درّه ... على رغم من عادى ومِن بعده عمر

وبعدهما عثمان ثمة بعده ... أبو الحسن المرضي من أفضل البشر

أولئك أعلام الهدى ورؤوسه ... وأفضل من في الأرض يمشي على العفر٥

وحبّهم فرض على كلّ مسلمٍ ... وحبّهم فخر الفخور إذا افتخر


١ أحمد: المسند ٣/٣٦٠، الطبري: التفسير ٢/١٦٥، وفي إسناده موسى بن جبر الأنصاري، قال الحافظ: "مستور". (التقريب رقم: ٦٩٥٤) . وابن كثير: التفسير ١/٣١٨، وعزاه لابن جرير.
٢ سبق تخريجه ص ٧٨٨.
٣ سبق تخريجه ص ٢٠١.
٤ الخزاعي الفقيه، مصنف كاتب السنة بأصبهان، كان من كبار الحنفية وثقاتهم، توفي سنة خمس وتسعين ومئتين. (شذرات الذهب ٢/٢١٨) .
٥ العَفْرُ والعَفَرُ: ظاهر التراب. (لسان العرب ٤/٥٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>