للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولهم في ذلك الئفي مسلكان:

المسلك الأول: من جعل الأسماء كالأعلام المحضة المترادفة١ التي لم توضع لمسماها باعتبار معنى قائم به. فهم بذلك ينظرون إلى هذه الأسماء على أنها أعلام خالصة لا تدل على صفة، و (المحضة) : الخالصة الخالية من الدلالة على شيء آخر، فهم يقولون: إن العليم والخبير والسميع ونحو ذلك على لم دالة ليست دالة على أوصاف، وهي بالنسبة إلى دلالتها على ذات واحدة هي: مترادفة، وذلك مثل تسميتك ذاتا واحدة ب"زيد - وعمرو- ومحمد – وعلي"، فهذه الأسماء مترادفة وهي أعلام خالصة لا تدل على صفة لهذه الذات المسماة بها٢

المسلك الثاني: من يقول منهم: إن كل علم منها مستقل، فالله يسمى عليما وقديرا، وليست هذه الأسماء مترادفة، ولكن ليس معنى ذلك أن هناك حياة أو قدرة٣ ولذلك يقولون: عليم بلا علم، قدير بلا قدرة، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر.

وقول المعتزلة وإن كان دون قول الجهمية، لكنه عظيم أيضا٤


١ المترادفة: أي اختلفت في ألفاظها واتحدت في مدلولها (فالرحمن والقدير والعزيز) اختلفت في ألفاظها واتحدت في دلالتها على مسمى الله.
فأسماء الله الحسنى كلها متفقة في الدلالة على نفسه المقدسة، ثم كل اسم يدل على معنى من صفاته ليس هو المعنى الذي دل عليه الاسم الآخر.
انظر: كتاب الإيمان لابن تيمية ص ١٧٥.
٢ التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرتة ١/ ٤٦.
٣ التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرتة ١/ ٤٦.
٤ النبوات ص ١٩٨.

<<  <   >  >>