للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقولون: هذا الرجل مسمَّى بزيد، ولا يقولون: هذا الرجل اسمُ زيد!. ويقولون: باسم الله، ولا يقولون بمسمى الله١.

٢- أن الاسم ليس هو المسمى وإن كان قد يراد به المسمى مع أنه في نفسه "اسم" وليس هو المسمى، ولكن يراد به المسمى، وذلك لأن الاسم يتناول اللفظ والمعنى المتصور في القلب، وقد يراد به مجرد اللفظ، وقد يراد به مجرد المعنى، فإنه من "الكلام"، والكلام اسم للفظ والمعنى وقد يراد به أحدهما٢، وهذا يعني أن الاسم تارة يراد به المسمى، وتارة يراد به اللفظ الدّالُّ عليه.

فإذا قلت: قال الله تعالى، واستوى الله على عرشه، وخلق الله السموات والأرض. فهذا المراد به المسمى نفسه.

وإذا قلت: الله اسم عربي، والرحمن اسم عربي، والرحمن من أسماء الله، والرحمن وزنه فعلان، والرحمن مشتق من الرحمة، فالاسم هنا هو اللفظ الدال على المسمى٣.

٣- أن اسم هذه الألفاظ "ألف- سين- ميم" لا هو المسمى الذي هو الذات، ولا يُراد به المسمى الذي هو الذات، ولكن يراد به مسماه الذي هو الاسم، كأسماء الله الحسنى في قوله: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ٤٥.

٤- أن التسمية هي النطق بالاسم والتكلم به، وليست هي الاسم نفسه،


١ المصدر السابق ١/ ١٧.
٢ مجموع الفتاوى ٦/ ٢٠٩،٢١٠
٣ شفاء العليل ص ٢٧٧
٤ الآية ١٨٠ من سورة الأعراف
٥ مجموع الفتاوى ٦/ ٢٠١

<<  <   >  >>