للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيجب التفريق بين الاسم والتسمية، كما يجب التفريق بين الاسم والمسمى، فكل واحد من هذه الألفاظ له مدلوله الذي يختصُّ به.

موقف المبتدعة من الجانب اللغويِّ:

أولا: موقف الجهمية والمعتزلة:

لم يغير الجهمية والمعتزلة شيئا من هذه المصطلحات، ولكنهم استغلوا الفرق بين الاسم والمسمى، فعبروا بلفظة "غير"، فقالوا "الاسم غير المسمى"، وهي كلمة حق أرادوا بها أمرا باطلا، فلفظة "غير" تحتمل وجهين، أحدهما حق، والآخر باطل.

ا- أما الوجه الحق: فهو متعلق بالجانب اللغوي الذي يفصل بين الاسم والمسمى، فإن الأسماء التي هي الأقوال ليست نفسها هي المسمَّيات، وهذا لا ينازع فيه أحد من العقلاء١.

وليس هذا هو مقصود الجهمية المعتزلة في قولهم: "الاسم غير المسمى".

٢- وأما الوجه الباطل: أن الله كان، ولا اسم له، حتى خلق لنفسه اسما أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم، وهذا هو مراد الجهمية المعتزلة، فهم يقولون في أسماء الله إنها غيره، كما يقولون في كلام الله إنه غيره، ونحو ذلك.

ومن أجل هذا المقصد الفاسد منع أهل السنة القول بأن "الاسم غير المسمى" دفعا للباطل الذي أراده هؤلاء.

وسيأتي تفصيل قولهم في المطلب الثاني إن شاء الله.

ثانيا: موقف الأشاعرة والماتريدية:

اختلف صنيع هؤلاء عن صنيع أسلافهم المعتزلة، فقد غير هؤلاء في تلك


١ مجموع الفتاوى ٦/ ٢٠٣.

<<  <   >  >>