للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويؤمنون بأن أسماء الله الحسنى التي في القرآن من كلامه عز وجل، وكلامه غير مخلوق، ولذلك يقولون: إذا كان القرآن كلامه وهو صفة من صفاته، فهو متضمن لأسمائه الحسنى، فإذا كان القرآن غير مخلوق ولا يقال: إنه غير الله، فكيف يقال إن بعض ما تضمنه وهو أسماؤه مخلوقة وهي غيره١.

وقد اتَّفق قول أهل السنة في الرد على من زعم بأن أسماء الله مخلوقة وقال بأن الاسم غير المسمى. ولذلك كان معروفا عند أئمة أهل السنة مثل الإمام أحمد وغيره إنكارهم على الجهمية الذين يقولون: أسماء الله مخلوقة، فيقولون الاسم غير المسمى، وأسماء الله غيره، وما كان غيره فهو مخلوق٢.

قال الإمام أحمد رحمه الله: "لسنا نَشُكُّ أن أسماء الله عز وجل غير مخلوقة؛ لسنا نشك أن علم الله غير مخلوق، فالقرآن من علم الله وفيه أسماء الله، فلا نشك أنه غير مخلوق، وهو كلام الله عز وجل، لم يزل متكلما به"٣.

وقال: "من زعم أن أسماء الله مخلوقة فهوكافر"٤.

وقال إسحاق بن راهويه: "أفضوا إلى أن قالوا: أسماء الله مخلوقة؛ لأنه كان ولا اسم، وهذا الكفر المحض"٥.

ويروى عن الشافعي والأصمعي وغيرهما أنه قال: "إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى، فاشهد عليه بالزندقة"٦.


١ بدائع الفوائد ١/ ١٨.
٢ مجموع الفتاوى ٦/ ١٨٥، ١٨٦.
٣ الإبانة ص ٧٥.
٤ شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٢/ ٢١٤ رقم ٣٥١، ٣٥٢.
٥ شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٢/ ٢١٤ رقم ٣٥١، ٣٥٢
٦ مجموع الفتاوى ٦/١٨٧، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٢/٢١١، ٢١٢.

<<  <   >  >>