للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا هو موقف أهل السنة والجماعة من أصل المسألة ومن دعوى من قال بأن أسماء الله مخلوقة وأطلق القول بأن "الاسم غير المسمى".

أما موقفهم من القول نفسه- أي هل يُقالُ: الاسم هو المسمى أو غير المسمى، وغير ذلك من الألفاظ-.

فلأهل السنة والجماعة تجاه ذلك أربعة مواقف، متفقة جميعًا في مضمونها وإن اختلفت في ألفاظها وتعبيراتها، وهذه المواقف هي:

الموقف الأول:

الإمساك عن القول في المسألة نفيا وإثباتا، فلا يقال: "الاسم هو المسمى"، ولا يُقال: "الاسم غير المسمى".

إذ إن كلا الإطلاقين بدعة١ فلم يعرف عن أحد من السلف أنه قال: الاسم هو المسمى؛ بل هذا قاله كثير من المنتسبين إلى السنة بعد الأئمة. والقول بأن "الاسم غير المسمى" هو قول الجهمية والمعتزلة.

وهذا القول ذكره الخلال عن إبراهيم الحربي وغيره، وذكره أبو جعفر الطبري في الجزء الذي سمَّاه صريح السنة٢، حيث قال: "وأما القول في الاسم أهو المسمى أم غير المسمى، فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيُتَّبغ، ولا قول من إمام فيُستَمغ، فالخوض فيها شينٌ، والصمتُ عنه زينٌ، وحسب المرء من العلم به والقول فيه أن ينتهي إلى قول الله عز وجل ثناؤه الصادق وهو قوله: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ، وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ٣.


١ مجموع الفتاوى ٦/ ١٨٧
٢ مجموع الفتاوى ٦/ ١٨٧
٣ صريح السنة ص ٢٦، ٢٧، تحقيق بدر يوسف المعتوق

<<  <   >  >>