للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} ١، فنادى الاسم وهو المسمى٢.

الرد عليهم:

إن الاسم الذي هو يحيى هو هذا اللفظ المؤلف من "ياء" و"حاء" و"ياء" هذا هو اسمه، ليس اسمه هو ذاته، بل هذا مكابرة. ثم لما ناداه فقال: {يَا يَحْيَى} ، فالمقصود المراد بنداء الاسم هو نداء المسمى؛ لم يقصد نداء اللفظ، لكن المتكلم لا يمكنه نداء الشخص المنادى إلا بذكر اسمه وندائه، فيعرف حينئذ أن قصده نداء الشخص المسمى، وهذا من فائدة اللغات، وقد يدعى بالإشارة، وليست الحركة هي ذاته، ولكن هي دليل على ذاته٣.

وهؤلاء اقتصروا على أن أسماء الشيء؛ إذا ذُكرت في الكلام فالمراد بها المسميات- كما ذكروه في قوله: {يَا يَحْيَى} ، ونحو ذلك لكان ذلك معنى واضحا لا ينازعه فيه من فهمه، ولكن لم يقتصروا على ذلك، ولهذا أنكر قولهم جمهور الناس من أهل السنة وغيرهم لما في قولهم من الأمور الباطلة كما تقدم ذكره٤.

الحجة الرابعة:

المتمسك بقول لبيد:

إلى الحَوْلِ ثم اسم السَّلام عليكما ... ومن يبكِ حولا كاملا فقد اعتذر

ووجه استشهادهم: أنه أراد باسم السلام نفس السلام، وهذا يقتضي أن


١ الآية ١٢ من سورة مريم.
٢ مجموع الفتاوى ٦/ ١٩٠.
٣ المصدر السابق ٦/ ١٩٢، ١٩٣
٤ المصدر السابق ٦/ ١٩١.

<<  <   >  >>