للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون الاسم نفس المسمى١.

الرد عليهم:

ما ذكروه من قول لبيد مراده ثم النُّطق بهذا الاسم وذكره وهو التسليم المقصود، وكأنه قال: ثم سلام عليكم، ليس مراده أن السلام يحصل عليهما بدون أن ينطق به ويذكر اسمه، فإن اسم السلام قولٌ؛ فإن لم ينطق به ناطق ويذكره لم يحصل٢.

الحجة الخامسة:

التمسك بقول سيبويه: "الأفعال أمثلة أ: أُخِذت من لفظ أحداث الأسماء"؛ ومن المعلوم أن الأحداث التي هي المصادر صادرة عن المسميات لا عن الألفاظ، فدلَّ هذا على أن قوله من أحداث لفظ الأسماء، أي من لفظ أحداث المسميات٣.

الرد عليهم:

إن هذا لا حجة فيه؛ لأن سيبويه مقصوده بذكر الاسم والفعل ونحو ذلك الألفاظ، وهذا اصطلاح النحويين، سمُّوا الألفاظ بأسماء معانيها؛ فسموا "قام ويقومُ وقُم" فعلا؛ والفعل هو نفس الحركة، فسموا اللفظ الدال عليها باسمها. وكذلك إذا قالوا: اسم معربٌ! ومبنيٌ، فمقصودهم اللفظ، ليس مقصودهم المسمى، وإذا قالوا: هذا الاسم فاعل فمرادهم أنه فاعل اللفظ؛ أي أسنِدَ إليه الفعل، ولم يرد سيبويه بلفظ الأسماء المسميات كما زعموا، ولو


١ لوامع البينات ص هـ٢.
٢ مجموع الفتاوى ٦/ ٢٠٢.
٣ لوامع البينات ص هـ٢.

<<  <   >  >>