للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الأول: الحثُّ على إحصاء أسماء الله والمقصود بذلك.

أولا: الأدلة الواردة في الحث على إحصاء أسماء الله:

ا- قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ، والشاد هنا قوله: {فَادْعُوهُ بِهَا}

ووجه الاستشهاد:

أن الدعاء هنا يتناول كلا من:

أ- دعاء الثناء والتعبُّد: كقولك: الحمد لله، سبحان الله، الله أكبر.

ب- دعاء المسألة والطلب: اللَّهمَّ ارزقني، ربي اغفر لي، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وكذلك لا يسئل إلا بها١، فهو سبحانه يدعو عباده في هذه الآية إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظِّهم من عبوديَّتها؛ إذ كل اسم من أسمائه عز وجل له تعبد مختص به، علما ومعرفة، وحالا.

علما ومعرفة: أي إن من علم أن الله مسمى بهذا الاسم، وعرف ما يتضمنه من الصفة ثم اعتقد ذلك: فهذه عبادة.

وحالا: أي إن لكل اسم من أسماء الله مدلولا خاصا وتأثيرا معينا في القلب والسُّلوك؛ فإذا أدرك القلب معنى الاسم وما يتضمنه واستشعر ذلك، تجاوب مع هذه المعاني، وانعكست هذه المعرفة على تفكيره


١ بدائع الفوائد ١/ ١٦٤.

<<  <   >  >>