للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلوكه١.

٢- قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما؛ مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة" متفق عليه، وفي رواية: "من حفظها".

الشاهد من الحديث: قوله: "من أحصاها"، "من حفظها".

ثانيا: معاني الإحصاء:

معنى قوله: "من أحصاها" قد ذكر فيه الخطابي٢ "أربعة أوجه"، وهي:

المعنى الأول: العدُّ: كما في قوله سبحانه: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً} ٣، فيكون معنى "أحصاها" في الحديث: أنه يعدُّها ليستوفيها حفظا، فيدعو ربه بها.

وقد استدل على صحة هذا التأويل بما ورد في رواية سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة غير واحد، من حفظها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر" ٤.

قال الخطابي عند هذا الوجه: "وهو أظهرها".

وقالى النوويُّ: "قال البخاري وغيره من المحققين. معناه حفظها، وهذا هو الأظهر لثبوته نصا في الخبر، وهو قول الأكثرين"٥.

وقال ابن الجوزي: "لما ثبت في بعض طرق الحديث"من حفظها" بدل "من أحصاها" اخترنا أن المراد "العد أي: من عدَّها ليستوفيها حفظا".


١ مدارج السالكين ١/ ٤٢٠ "بتصرف يسير".
٢ شأن الدُّعاء ص ٢٦- ٢٩.
٣ الآية ٢٨ من سورة الجن.
٤ أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه، الذكر. ح ٢٦٧٧
٥ الأذكار للنووي ص هـ٨، شرح صحيح مسلم ١٧/٥

<<  <   >  >>