للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مكان. وانتشرت الرذائل وهتكت ستر الحرمات على غير خشية ولا استحياء. ونال مكة المكرمة والمدينة المنورة، ما نال غيرهما من سائر مدن الإسلام.

وعلى الجملة فقد بدل المسلمون غير المسلمين، وهبطوا مهبطاً بعيد القرار.

فلو عاد صاحب الرسالة إلى الأرض في ذلك العصر، ورأى ما كان يدعى الإسلام، لغضب وأطلق اللعنة على من استحقها من المسلمين، كما يلعن المرتدون وعبدة الأوثان.

وفيما العالم الإسلامي مستغرق في هجعته، ومدلج في ظلمته، إذا بصوت يدوى في قلب صحراء شبه الجزيرة مهد الإسلام، يوقظ المؤمنين، ويدعوهم إلى الإصلاح والرجوع إلى سواء السبيل والصراط المستقيم.

فكان الصارخ بهذا الصوت إنما هو المصلح المشهور الشيخ محمد ابن عبد الوهاب........)

فقام هذا الإمام في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري بالدعوة إلى الله سبحانه بقلمه ولسانه وأوضح للناس حقيقة ما بعث الله به نبيه عليه الصلاة والسلام. وما ألصقه به الجهال والضلال وهو بريء منه من الشرك والبدع والخرافات.

فقام الشيخ بموجب الدعوة حق القيام حتى ظهر الحق وانتشرت عقيدة السلف في أرجاء الجزيرة العربية وما حولها، وقد أزره ونصره في دعوته الإمام


١- هذا الكلام لستودارد الأمريكي مؤلف «حاضر العالم الإسلامي» الذي علق عليه الأمير شكيب ارسلان وقد نقلته من كتاب: (الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الاصلاحية وثناء العلماء عليه) للشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي ص١٠٤،١٠٥.

<<  <   >  >>