للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى لكان الأذان كذباً، والتشهد هدراً وتسليماً على معدوم، ولكان الصواب أن يقال: أشهد أن محمداً كان رسول الله١، وأجمعت الأمة على إنكار هذا القول٢ وتضليل] ١٠٥/أ [قائله وإخراجه من جملتهم، وقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن لله ملائكة يبلغونه منا السلام" ٣ فمِنَّا على روحه المقدس المقرب في الجنة الآن عند ربه الحي العالم أطيب صلاة وأكثره عدد ما خلق ربنا ويخلق، وهذا القول في كل نبي ورسول، اللهم صلّ على روح محمد في الأرواح، وعلى جسد محمد في الأجساد، وأن جميع ذلك حق وصدق، لا


١ ذكر نحوه الإمام أبو القاسم الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة١/١٦٩-١٧١، والعلامة ابن حزم في الفصل في الملل والنحل١/١٦٢-١٦٤.
٢ نسب الإمام أبو نصر السجزي في كتابه (الرد على من أنكر الحرف والصوت ص١٩٦) ، والعلامة ابن حزم في (الفصل ١/١٦١) هذا القول إلى الأشاعرة.
وقد أنكر القشيري نسبة هذا القول إلى الأشعري وأصحابه في رسالته شكاية أهل السنة (ضمن طبقات الشافعية ٢/٢٧٩-٢٨٢) .
ولم يرد هذا القول في كتب الأشاعرة أو كلام أئمتهم، بل قد ورد عن أئمتهم عكس ذلك بإثبات نبوة الأنبياء بعد موتهم كما صرح به الباقلاني في الإنصاف ص٦٣، فلعله نقل عن بعض الأشاعرة أو أنه لازم قولهم بفناء الأعراض، والله أعلم.
٣ أخرجه الإمام أحمد ١/٣٨٧،٤٤١، والنسائي (ح٨٩٩٤) ،وأبو يعلى في مسنده (ح٥٢١٣) ، والحاكم ٢/٤٢١ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول اله صلى الله عليه وسلّم: "إن لله ملائكة سياحين في الأرض، يبلغوني عن أمتي السلام".
وهو حديث صحيح كما ذكر المؤلف، فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي وابن القيم في جلاء الأفهام ص٥٤.

<<  <   >  >>