للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما نقل من كلام إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه حين سئل عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة١.


١ أخرجه أبو نعيم في الحلية ٦/٣٢٥،٣٢٦، واللالكائي ٣/٣٩٨ رقم ٦٦٤، والصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث ١٧،١٨، والدارمي في الرد على الجهمية ص١٠٤، وابن عبد البر في التمهيد٧/١٥١، والبيهقي في الأسماء والصفات ص٤٠٨. قال الحافظ ابن حجر في الفتح ١٣/٤٠٦: إسناده جيد، وصححه الذهبي في العلو ص١٠٣.
ولقد سبق بيان كلام الإمام ابن تيمية أن مقتضى كلام الإمام مالك - رحمه الله- لا ينصر دعوى من قال بالتفويض في إدراك معنى الآيات، فالاستواء معلوم المعنى، وإنما المجهول هو الحقيقة والكيفية، ولذلك فقد ورد عن السلف أربع عبارات في تفسير الاستواء: العلو، والارتفاع، والصعود، والاستقرار (ر: صحيح البخاري مع الفتح ٨/١٧٥،١٣/٤٠٥، تفسير الطبري١/٤٢٨-٤٣١، التمهيد ٧/١٣١ لابن عبد البر، مجموع الفتاوى ٥/٥١٨-٥٢٠) . ولو كان معنى الاستواء مجهولاً عندهم كما يزعمه المفوضة لما فسروه بذلك، ولما قالوا: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول. (ر: موقف المتكلمين ٢/٨٨٨-٩١٠ د. سليمان الغصن) .

<<  <   >  >>