للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفتؤثر ظهور الدواب على أجنحة الملائكة؟! فقال: لا يا أبا عبد الله بل نمشي معك مشيا، وقام فسايره إلى داره، وجلس على السرير، وقال: هات يا أبا عبد الله. فقال: يا أمير المؤمنين حدثني نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن العالم إذا اختص بعلمه الخاص دون العام، لم ينتفع بعلمه الخاص ولا العام"١ فتأذن بإقامة النداء بحضور الناس لسماعه معك، فأمر بإقامة النداء من أحب أن يستمع كتاب مالك ابن أنس مع أمير المؤمنين فليحضر، فلما حضر الناس قال: هات يا أبا عبد الله. فقال: يا أمير المؤمنين حدثني نافع عن ابن عمر أن رسول الله /١١٨] أ [صلى الله عليه وسلم قال: "من تواضع للعلم رفعه الله" ٢وإني أشتهي أن تستوي مع الناس. فنزل عن السرير واستوى معهم ثم قرأ الكتاب عليهم، فلما فرغ قال: إني أعلق هذا الكتاب على أستار الكعبة، وأنادي من حاد عنه جلدته جلد المفتري. فقال: يا أمير المؤمنين إني قد قلت فيه برأيي واجتهدت، ولا أبريء نفسي من الخطأ والغلط، فدع الناس واجتهادهم. فقال: بماذا سميته؟ قال: بل


١ أورده العلامة علاء الدين الهندي في كنز العمال ١٠/٢٤٢ وعزاه إلى الديلمي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
٢ لم أقف على من أخرجه بهذا اللفظ في كتب السنة، وإنما ورد بلفظ (من تواضع لله رفعه الله) عن عمر بن الخطاب مرفوعاً، أخرجه الإمام أحمد ١/٤٤، والبزار في مسنده (ح٣٥٨٠) ، قال الهيثمي في المجمع ٨/٨٢: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح. وبنحوه أخرجه مسلم ٤/٢٠٠١، والترمذي (ح٢٠٢٩) ، ومالك في الموطأ ٢/١٠٠٠ عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً.

<<  <   >  >>