للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنت أولى به. فقال: أسميه بفعل أمير المؤمنين وتوطيته للخلق، هو كتاب الموطأ توطأت فيه للعلم والرعايا١.

جاء رجل إلى المزني فسأله عن شيء من الكلام فقال: إني أكره هذا، بل أنهى عنه كما نهى عنه الشافعي، لقد سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: سئل مالك عن الكلام والتوحيد فقال مالك: محال أن يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه علَّم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد، التوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" ٢، فما عُصم به المال والدم حقيقة التوحيد"٣.

قال أبو المعافي بن أبي رافع المزني رحمه الله:

ألا إن فقد الحلم في فقد مالك ... ولا زال فينا صالح الحال مالك

يقيم طريق الحق والحق واضح ... ويهدي كما تهدي النجوم الشوابك

فلولاه ما قامت حقوق كثيرة ... ولولاه لانسدت علينا المسالك

عشونا إليه نبتغي فضل رأيه ... وقد لزم الغي اللجوج المماحك

فجاء برأي مثله يقتدي به ... كنظم جمان زينتها السبائك٤


١ ذكر القصة أبو نعيم في الحلية ٦/٣٣٢، والذهبي في سير الأعلام ٨/٦٣،٦٤ مختصراً.
٢ أخرجه البخاري (ر: فتح ٣/٢٦٢) ، ومسلم ١/٥١ عن أبي هريرة رضي الله عنه.
٣ الإمام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي في ذم الكلام ٤/٢٨٣، والذهبي في سير الأعلام ١٠/٢٦.
٤ أورد الأبيات مع بعض الاختلافات ابن عبد البر في الانتقاء ص٨٩، والقاضي عياض في ترتيب المدارك ١/٢٤٦،٢٤٧، والمزني في تهذيب الكمال ٢٧/١١٨،١١٩.

<<  <   >  >>