وكتب إلي الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي على يد والدي رحمه الله من بغداد /١١٨] ب [لنفسه:
إذا قيل من نجم الحديث وأهله ... أشار ذوو الألباب يعنون مالكا
إليه تناهى علم دين محمد ... فوطأ فيه للرواة المسالكا
ونظم بالتصنيف أشتات نثره ... وأوضح ما قد كان لولاه حالكا
ووقت درس العلم شرقا ومغربا ... تقدم في تلك المسالك سالكا
وقد جاء في الآثار من ذلك شاهد ... على أنه في العلم خص بذلكا
فمن كان ذا طعن على علم مالك ... ولم يقتبس من نوره كان هالكاً
وأنشد أبو الحسن عمران بن موسى المغربي الطولقي لنفسه من قصيدة:
حتى إذا ختموا منها بعالمها ... أضاء للعلم نجم غير منكدر
بمالك وضحت سبل العلوم لنا ... فلاح غامضها كالشمس للبصر
هو الإمام الذي اخترت مذهبه ... وما تخيرته إلا على خبر
ذكر محنة مالك رضي الله عنه
سُعي بمالك إلى جعفر بن سليمان وقالوا: إنه لا يرى أيمان بيعتكم بشيء. فغضب جعفر فدعا به وجرده فضربه بالسياط، ومدت يده حتى انخلع كتفه، وارتكب منه أمرا عظيما، فلم يزل بعد ذلك الضرب في علو ورفعة، وكأنما كانت السياط حُلِياًّ حُلِّي به١.
١ القاضي عياض في ترتيب المدارك ١/٢٢٨، وابن عبد البر في الانتقاء ص٨٧،٨٨، والذهبي في سير الأعلام ٨/٨٠.