للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وأن القول بالرأي في القرآن١ مذهب كفار قريش حيث جعلوا القرآن عضين٢، فقال بعضهم:] ١٠١/ب [سحر٣، وقال بعضهم: شعر٤، وقال بعضهم: أساطير الأولين٥، وقال الوليد: إن هذا إلا قول


١ التفسير بالرأي: هو ما يعتمد فيه المفسر في بيان المعنى على فهمه الخاص واستنباطه بالرأي المجرد.
قال الإمام ابن تيمية: فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار" ولهذا تحرّج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به، كما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم".
فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به، فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغةً وشرعاً فلا حرج عليه، ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم (من السلف) أقوال في التفسير - ولا منافاة - لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد، فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه. اهـ
(ر: مقدمة التفسير ضمن مجموع الفتاوى ١٣/٣٧٠-٣٧٥ باختصار، وشرح مقدمة التفسير ص١٤٠-١٥٠ لابن عثيمين، وانظر تفسير الطبري ١/٧٨،٧٩، التفسير والمفسرون ١/٢٥٥ وما بعدها د. محمد الذهبي، مباحث في علوم القرآن ص٣٥٢ للقطان.
٢ قال تعالى: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} سورة الحجر/٩١.
٣ قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ} سورة الزخرف/٣٠.
٤ قال تعالى: {وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} سورة الصافات/٣٦.
٥ قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} سورة النحل/٢٤.

<<  <   >  >>