للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحدٌ، حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه ثم قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام. قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت. فعجبنا له وهو يسأله ويُصدّقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. قال: صدقتَ..."١.

- وأن الإيمان الشرعي قول وعمل ومعرفة بنص الخبر،٢ وله شُعب وأجزاء، يزيد بالطاعة] ١٠٢/أ [وينقص بالمعصية٣، قال أمير المؤمنين


١ أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه (ر: فتح١/١١٤،١١٥) ، ومسلم ١/٣٨، والترمذي (ح٢٦١٠) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
٢ الأحاديث الصحيحة في إثبات أن الإيمان قول وعمل كثيرة منها: قوله صلى الله عليه وسلّم: "الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" أخرجه البخاري (ر: فتح١/٥١) ، ومسلم ١/٦٣ عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وخالف في ذلك الجهمية والأشعرية والماتريدية القائلون إن الإيمان بالقلب، وخلافا للمرجئة القائلين إن الإيمان بالقلب واللسان فقط، وخلافا للكرامية القائلين إنه باللسان فقط. (ر: مقالات الإسلاميين ١/٣٣٨) .
٣ خلافا للخوارج والجهمية والمعتزلة والمرجئة والأشاعرة والماتريدية (ر: مقالات الإسلاميين ١/٢١٩،٢٢١، الملل والنحل ١/٨٨، مجموع الفتاوى ٧/٢٢٣،٢٥٧ لابن تيمية، أصول الدين ص٢٥٢ للبغدادي) .

<<  <   >  >>