للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الكذب والبهتان مثل قولهم: إنا نكفر بالعموم, و (١) نوجب الهجرة إلينا على من قدر أن يظهر دينه في بلده, وأنّا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل, وأمثال هذا وأضعاف أضعافه, فكل هذا من الكذب والبهتان الذي (٢) يصدون الناس به عن دين الله ورسوله.

وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر أحمد البدوي, لأجل جهلهم وعدم من ينبههم, فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ولم يقاتل؟! سبحانك هذا بهتان عظيم. بل نكفر تلك الأنواع الأربعة لأجل محادتهم لله ورسوله, إلى آخر كلامه.

وهذا بخلاف ما عليه هؤلاء الجهال, فإنهم يكفرون الناس بالعموم, ويكفرون من لم يهاجر, كما هو معلوم مشهور عنهم لا ينكره إلا من هو مباهت في الحسيات, مكابر في الضروريات".

قال _رحمه الله_ في رسالته للسويدي البغدادي: "وما ذكرت أني أكفر جميع الناس إلا من اتبعني, وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة, فيا عجبا! كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟ وهل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون؟! إلى أن قال: وأما التكفير؛ فأنا أكفر من عرف التوحيد ثم بعدما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله, وأكثر الأمة _ولله الحمد_ ليسوا كذلك". انتهى.


(١) في الأصل"أو" والتصحيح من"مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام" للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن: ص٤٣.
(٢) في الأصل"والذين" والمثبت من المصدر السابق.

<<  <   >  >>