ومنها أنهم لا يدعون أحدا صلى معهم صلاة الصبح أن يخرج من المسجد إلا بعد طلوع الشمس, وهذا لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فعله أصحابه بعده.
ومنها أنهم أدخلوا في الدين ما ليس منه, فزعموا أن تدوينه (١) البدو للإبل عند ورودها وصدودها بدعة.
ومن المعلوم أن البدع لا تكون إلا في القربات الشرعية, وتدويه الأعراب لإبلهم من العادات الطبعية, فزعموا أن هذه العادات من العبادات.
وقد بلغني أن رجلا من هؤلاء المتعمقين, يقال له: عبد الله بن دامغ؛ أنه يقول: من لبس العمامة ثم تركها ارتد عن الإسلام.
وبلغني _أيضا_ عن رجل من أعيانهم؛ أنه كتب إلى بعض الأعراب ينهاهم عن مباشرة النساء في فروشهن في الحيض, لأن ذلك ذريعة إلى جماعهن في الحيض _ويل أمّه_ أما علم أن ذلك قد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله وأمره.
ومن هؤلاء من تجاوز الحد في التأديب عند فوات بعض الصلاة, فضربوا رجلا منهم حتى مات.
(١) التّدويية: أن تدعو الإبل فتقول: دأه دأه-بالكسر والتسكين. أو ده ده-بالضمّ- لتجيء إلى ولدها. قاله في"القاموس".