للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا هو المرام الذي أوجب للإمام منع (١) هؤلاء الجهلة عن دخول بلاد النازلين.

وأما المشايخ فلم يمنعوا أحدا من هؤلاء من الدعوة إلى الله, بل هذا من الكذب والعدوان, والزور والبهتان, وإن كانوا قد استحسنوا ما فعله الإمام واستصوبوه ورأوا أنه الحق والصواب الذي لا شك فيه ولا ارتياب.

ثم إن الإمام _أعزه الله بطاعته_ اقتضى رأيه بعد مشاورة الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف أن يبعث دعاة إلى كل بلد من هذه البلدان, فبعث إليهم دعاة معلمين من أهل المعرفة يعلمونهم أصل دينهم وأحكام صلاتهم, ويخبرونهم بما وجب عليهم من حق الله تعالى في الإسلام, وبعث _أيضا_ إلى كل قبيلة من الأعراب الذين هم في ولايته دعاة معلمين يصلون بهم, ويعلمونهم أصل دينهم.

وهذا من كمال نصحه وشفقته برعيته فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين أحسن الجزاء.

وأما سبّهم المشايخ وثلبهم إياهم وإساءة الظن بهم, وكذلك ما نسبوه إلى ولي الأمر من الأقوال التي تروج على عاقل, ويغتر بها كل مغرور جاهل.

فهذا كله مما (٢) يرفع الله به درجة الإمام والمشايخ, وحسابهم على الله, وسيجازيهم بما جازى (٣) به المفترين, لأن الإمام والمشايخ لم


(١) في الأصل:"يمنع".
(٢) في الأصل:"ما".
(٣) في الأصل:"جاز".

<<  <   >  >>