للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووجهه ما يلي:

١ - أن مراعاة الصف أولى من مراعاة الركعة (١) .

٢ - أنه لَمْ يخل بشرط من شروط صحة الصلاة وإنَّما ترك الأفضل، وذلك لا يَمْنع الإجزاء (٢) .

ووجه جوازه في الركعة الأخيرة: أنه لولم يفعل لفاتته صلاة الجماعة (٣) .

القول الثالث: يجوز له أن يركع دون الصف ويكون مدركاً للركعة وهذا قول ابن القاسم وصوبه أبو إسحاق التونسي (٤) ، وهو رواية عن الإمام أحمد، وهي المذهب، واختاره الشيخ تقي الدين (٥) .

واستدلوا بما يأتي:

أولاً: حديث أبي بكرة فقد فعل ذلك.

ويُمكن مناقشته: بأن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه عن ذلك. ويحتمل أيضاً أنه دخل في الصف قبل رفع الإمام من الركوع فلم ينفرد في شيء من صلاته.

ثانياً: عن زيد بن ثابت - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أنه كان يركع قبل أن يدخل في الصف ثم يمشي راكعاً، ويعتد بها وصل إلى الصف أو لم يصل (٦) .


(١) حاشية الدسوقي ١/٣٤٦.
(٢) المنتقى للباجي ١/٢٩٤.
(٣) الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي ١/٣٤٦.
(٤) المراجع السابقة.
وأبو إسحاق هو: إبراهيم بن حسن بن إسحاق التونسي، الإمام الفقيه، الحافظ، الأصولي، المحدث، العالم، له شروح حسنة وتعاليق على كتاب ابن المواز والمدونة، توفي سنة ٤٤٣ ?. ينظر: شجرة النور ص ١٠٨.
(٥) انظر: الإنصاف ٢/٢٩١، وشرح الزركشي ٢/١١٩، ومجموع الفتاوى ٢٣/٣٩٧.
(٦) أخرجه مالك في الموطأ ١/١٧٩، وعبد الرزاق في المصنف ٢/٢٨٣، وابن أبي شيبة ٢/٢٥٦، والطحاوي في معاني الآثار ١/٣٩٥ بنحوه، والبيهقي في السنن ٢/٩٠ من طريق أبي أمامة بن سهل أنه رأى زيد بن ثابت دخل المسجد والإمام راكع فمشى حتى أمكنه أن يصل الصف وهو راكع فكبر فركع ثم دب وهو راكع حتى وصل الصف.

<<  <   >  >>