كتاب الاشتراك المتعمد في الجناية على النفس بالقتل أو الجرح

المبحث الرابع: في الإشتراك المتعمد في الجناية على الواحد بالقتل - المطلب الأول: اشتراك الجماعة في الجناية على الواحد بالقتل - ص: 365

وما جاء عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أنه قتل سبعة برجل١.

وعن ابن عباس–رضي الله عنهما– أنه قال:"لو أن مائة قتلوا واحدا

قتلوا به"٢.فهذا ما ثبت عن هؤلاء الصحابة ولم يعرف لهم مخالف في عصرهم فكان

إجماعا٣.

واعترض على هذا:

بأن حكم عمر وغيره من الصحابة – رضي الله عنهم – لا يعدو كونه فعل صحابي فلا تقوم به حجة ودعوى الإجماع غير مقبولة٤.

ولما ثبت أن معاذا قال لعمر – رضي الله عنهما –:" ليس لك أن تقتل نفسين بنفس"٥.

وما جاء عن عمرو بن دينار حيث قال: "كان عبد الملك وابن الزبير لا يقتلون منهم إلا واحدا"٦.

فيتضح مما سبق أن الصحابة لم يجمعوا على حكم المسألة. والمقرر في الأصول أن الصحابة إذا اختلفوا لم يجز العمل بقول من أقوالهم إلا بترجيح٧.

---

١ أخرجه ابن أبي شيبة ٥/٤٢٩ في الديات، باب الرجل يقتله النفر.
٢ أخرجه عبد الرزاق ٩/٤٧٩، وذكره ابن عبد البر ي الاستذكار ٢٥/٢٣٥.
٣ انظر: الاختيار ٥/٢٤٠، الذخيرة ١٢/٣١٩ وما بعدها، المغني ١١/٤٩١.
٤ انظر: سبل السلام ٣/٢٤٣.
٥ أخرجه ابن أبي شيبة ٥/٤٢٩ في الديات، باب الرجل يقتل بالنفر.
٦ أخرجه عبد الرزاق ٩/٤٧٩، وابن أبي شيبة ٥/٤٢٩ في الديات، باب الرجل يقتل بالنفر.
٧ انظر: أضواء البيان ٢/٩٥.