للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أولى١.

ولأن الكافر أسوأ من الحائض والجنب فإنه نجس بنص القرآن {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} ٢ بخلاف الحائض والجنب فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “المؤمن لا ينجس “ ٣ ومع هذا لا يجوز لهم دخول المسجد والكافر من باب أولى. وقد انضم إلى حدث جنابته شركه فتغلظ المنع٤.

ومن القياس:

قياس سائر المساجد على المسجد الحرام بجامع أنها كلها بيوت الله كبيت الله الحرام فيمنعون من دخولها كما يمنعون من دخول بيت الله الحرام٥.

واعترض على هذا:

أن هذه الأدلة العقلية لا تقوى على معارضة ومقاومة النصوص الواردة في إباحة الدخول. أما قياس سائر المساجد على المسجد الحرام بجامع أنها كلها بيوت الله فلاشك أن المساجد كلها بيوت الله، لكن المسجد الحرام ليس كغيره من بيوت الله، فله خصائص وميزات ينفرد بها عن غيره٦ فمن أجل ذلك يمنع الكافر من دخوله.


١ انظر المغني ١٣/٢٤٧.
٢ آية ٢٨ من سورة التوبة.
٣ أخرجه البخاري ١/٧٥ في كتاب الغسل باب عرق الجنب وأن المؤمن لاينجس، ومسلم ١/٢٨٢ في كتاب الحيض باب الدليل على أن المسلم لا ينجس، من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه.
٤ انظر مطالب أولي النهي ٢/٦١٧.
٥ انظر المسائل الفقهية من كتاب ٢/٣٨٦ الروايتين والوجهين.
٦ انظر أحكام أهل الذمة ١ /١٨٨.

<<  <   >  >>